|
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
وإنا لقوم إن لقينا أولي النُهى=نجاريهُمُ لا نسأم الكرَّ والفرّا
نوفيهُمُ إن أنزلونا قلوبَهمْ= وإن أنزلونا غيرها أُنزلوا أخرى
وإنّا إذا استودعتنا السرَّ لمْ يزل= أسيراً فلانؤذي ولا نطلقَ الأسرى [/poem]
|
|
 |
|
 |
|
أشعر حقاً بالفخر أن الشاعر محمد عبد الرحمن ينتمي لقبيلة زهران العريقة، على الرغم من أنه لا غرابة في نبوغهِ الشعري، فهذه القبيلة ولادةُ مبدعين في مختلفِ المجالات، على مر العصور. و ما محمد إلا واحدٌ من هؤلاء.
تابعت هذا الشاعر كثيراً و قرأت له أكثر مما قد يظن، ليس هنا فحسب، بل في مواقعَ أخرى، حتى أنه ليـُخيل إلي أنه ما قال شعراً قط، إلا و وقعت عيناي عليه أو ألقاه أحدهم على مِسمَعي. أذكر أنني كنت أقرأ له محاوراتٍ شعريةٍ مع آخرين، فأرى العجب العجاب من ثرائه اللغوي و حسن سبكه الشعري فضلاً عن المعاني العميقة التي تعكس نضجَ تجربته الشعرية. أما عن الخيال عنده فالحديثُ عنه يطول، بل و يطول.
إن إعجابي بهذه بالنص هو ما دفعني لقول ما أستطيع قوله عن الشاعر محمد عبد الرحمن مما يستحق. مع علمي أنه في غنى عما سأقوله عنه، و لكني قد روضتُ نفسي على إنزالِ الناسِ منازلـَهم و إظهارِ التقديرِ لمن يستحق.
ومالي ادَّعي أني وفيٌ // ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
فوا خجلي إذا قالوا مُحِبٌ // ولم انفعكَ في خَطبٍ أتاكا
في هذا النص يرمز شاعرنا إلى ما يريد بكلمات قد يظنها البعض سطحية و قد يراها البعض الآخر عميقة، و إلى الفريق الآخر أنتمي. فالحقيبة لا تعني بالضرورة تلك التي يحملها الصبية إلى مدارسهم كل صباح و استحضار لون الدم جيء به لغاية.
إذا جئتَ فامنح طرفَ عينِكَ غَيرَنا // لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظرُ
و بما أن الرجل شاعر حذق و مثقف من طراز رفيع فلا غرو إن أنا قلت بأنه شاعر متكامل، و بالتالي لا عجب في أن يأتي بنص موغل في الجمال و الرمزية. و هذه الأخيرة لا يجيدها إلا المثقفون من الشعراء و إني لأحسب محمد عبد الرحمن منهم. أما من يجمع الكلمات كحاطبِ الليلِ و ما يحتطب، فهو كالنعامة، لا طيرٌ ولا جملُ.
محمد عبد الرحمن،، زدني إبهاراً و عشقاً لكل ما تقول و لتجاور في قلبي سِحرَك الحلال أيها الشاعر النبيل.
سـحاب