عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2011, 11:15 PM   #41
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ¤©§][§©¤][ ركن الطفل][¤©§][§©¤

قصتنا لم تنتهي




ذلك اليوم كان موعد ذهاب ابني للمركز الساعة العاشرة صباحاً .

طلبت من السائق أن يمر بي على عملي عند اخذه لاسامة من البيت لنذهب سويا للمركز .

وكم كانت مفاجأة لولدي بوجودي معه بالسيارة حتى انه ابتسم لي وقرب مني

ااااه يا ابني كم اشتقت لحضنك ولضمك لي

كنت طوال الطريق اضمه لي رغم تاففه من ذلك وكانه ندم على اقدامه على ضمي

ولكن اعذرني يا ابني على ذلك فقد حرمت منك مدة طويلة ...


وعند وصولي للمركز وكنت أول مره اذهب للمركز بصحبة ولدي وكان قد مضى على وجوده اكثر من شهران تقريبا

اول ما خرج من السيارة كنت أمد يدي لأمسكه مثل العادة حتى لا يهرب مني وينطلق نحو الطريق بلا هدف كعادته .

لكنه خرج بهدوء وتوجه للباب المغلق

ووقف للحارس ينتظره حتى يفتح له الباب

وحين مد الحارس له يده ليصافحه بادره ابني بالمصافحة وكنت أول مره بحياتي أرى ابني يسلم على احد

ثم امسكني ابني من يدي وهو يقول تالي ماما وكان يبتسم لوجودي معه

كانت السعادة تظهر على وجهه وكنت انا اكثر سعادة منه


وكان يشير باصبعه على فمه يقصد أن اصمت عند الدخول

وهو يسير بهدوء ما شاء الله لا قوة الا بالله

اصدقكم القول شككت لفترة بابني

معقول هذا ابني يعرف النظام والهدوء


ثم دخل وكان يعرف مكان فصله ويسلم على من يسلم عليه ويبتسم لمن يبتسم له وهذه أشياء لم يكن يفعلها من قبل


ووصل عند فصله وكان الباب مقفل وعليه اشارة الهدوء

فطرق الباب وانتظر حتى فتحت له المعلمة الباب

ورحبت به وهو مثلها يبتسم لها كانت المعلمة تعامله باحترام ليست هي فقط بل الجميع بدا من الحارس الذي استقبله ببشاشة إلى مديرة المركز

كم تالمت تلك اللحظة

الجميع يحترم ابني ويعامله كانه انسان عاقل سليم ونحن اهله تجاهلنااااه .


وقام ابني بتعليق حقيبته بمساعدة معلمته وكان يتعامل بالبطاقات

وجلس على الطاولة وطلبت مني المعلمة أن اجلس على كرسي بجانبه


وقد كان الفصل منظم وكانت هناك معلمتان لطفلين فقط


وحين سالت عن ذلك قالت أطفال التوحد لهم طريقة خاصة في التعليم هم أطفال قابلين للتعلم لكن بأسلوب خاص وفعلا وجدت الفصل مهيئاً لطفلين فقط ومعلمتان كل معلمة مع طفل لساعة تقريبا ثم يتم تبادل الأدوار

ثم حضر الطفل الأخر مع والدته وكان بمثل حالة ابني

صراحة جلست احدث نفسي لست انا لوحدي

هناك من هو مثلي ...

ثم بدأت المعلمة تدريبها مع ولدي وارتني ما فعله ولدي خلال المدة السابقة

حتى حين تعلم الألوان أرتني كيف تم تعليمه كنت أشاهد أصابع ولدي مطبوعة على الورق الأبيض

قالت لكي يعرف الطفل الألوان لا بد أن يشعر به ويلمسه بيده حتى يستطيع التعرف على الالوان

ثم قامت باخراج لعبة السمكة والسنارة

صراحة استنكرت الموضوع كيف يلعبون ابني وانا ادخلته عندهم من اجل ان يتعلم وليس ليلعب

امسكت المعلمة السنارة ثم شغلت اللعبة وقالت دور ((ابلة ))

ثم بعد ان اصطادت السمكة ناولته لابني وقالت دور اسامة وكانت تقرب شفائفها لينظر لها ابني وهي تنطق بالكلمات
ثم بعد ان انتهى ابني قالت له قول دور ابلة وردد ابني معها وناولها السنارة
وانا انظر اليهما
ثم بعد فترة قالت له اعطي ماما دوور ماما
وقتها شعرت بتردد ولدي وكانه لا يريدني ان اشاركه اللعب
لكن استجاب لمعلمته وناولني السنارة
وقال دور ماما
واستمرينا باللعب حتى انتهينا
وقالت بهذه الطريقة يتعود الطفل على مشاركة غيره باللعب
وهذه كانت مشكلة اعاني منها فابني لا يريد ان يلعب احد معه باللعب


أشياء كثيرة صارت بالزيارة لا أريد أن أطيل عليكم بذكرها

خلاصة الأمر أني خرجت بنصيحة من الأخصائية ومن معلمات ابني بعدم إهماله والعمل معه بالبيت
فالمركز لا يغني ابد عن البيت
وبقدر من ابذل من جهد مع ولدي بقدر ما اجني ثمار الجهد

شكوت لهم كيف ان ابني فوضوي على عكس ما رايته بالمركز حين كانت المعلمه تطلب منه ان يساعدها بترتيب المكان
قالت لي كلما كانت البيئة منظمة كلما تعود الطفل النظام
وايضا حاولي ان يكون كل شي من حوله واضح وبسيط حتى لا يتشتت

وطلبوا مني ان اهي مكان بالبيت ليكون مكانا للتدريب

واحضر طاولة ومقعدين واواصل تدريبه بالبيت

وخرجت من المركز وقد تغيرت في أشياء كثيرة منذ دخلته
ساعتان قضيتها مع ابني غيرت من نظرتي لولدي

بعد هذا اللقاء ...

قررت أن اقهر هذا المرض وان اساعد ابني


ولكن المشكلة كيف يمكن لي فعل ذلك ؟؟؟


رجعت للبيت مع ابني بوضع ثاني
جلست احكي وأتكلم وأقص لكل من أراه عما حصل معي
كنت كالمجنونة التي لا تهدى
جلست طول اليوم على هذا الحال
وأنا احكي بالتفصيل الممل ما فعله ابني بالمركز
لدرجة أنّ زوجي وبناتي تضجروا مني
ثم بعد ذلك وبعد أن هدأت
جلست أفكر بكلام الأخصائية ( بدلاً من البكاء على ابنك ساعديه )
وقررت أن أبدا مع ولدي
لم أكن اعرف من أين أبدا ؟؟؟
لأني بصراحة اجهل البداية
لكن قلت لما لا أبدا مع المركز إلى أن استطيع أن اعرف كيف أتصرف
كان لديهم بالمركز ملف ذو جيوب شفافة خاص بابني
كانت المدربة تضع فيه التمارين التي تنوي تعليمها لابني
وبقلم السبورة كانت تدرب ابني على هذه التمارين ثم بعد أن ينتهي منها تمسحها وباليوم الثاني تعيد عليه وهكذا حتى يتقنها
وإذا أتقنها استبدلت الأوراق بأخرى وتمارين جديدة ...
فقلت لما لا افعل مثلها ويكون لابني ملف خاص به بالبيت
طبعا قلت لأبدا بالسهل
كنت ارسم خطوط منقطة واجعل ابني يصل بينهما
كنت ارسم الأشكال الهندسية واجعل ابني يربط بينها
ولعل في هذا الرابط بعض الأشياء التي عملتها سابقاً
تنفع لمن كانت ببداية الطريق في تعليمه لابنه ..

طبعا كنت بالبداية متحمسة جدا
وكنت أعود من العمل واجري لابني
لاحظته انه بالأول تحمس ثم أصابه الفتور لدرجة أصبح يتهرب مني ويجلس يصارخ
أو يمسك القلم ويشخمط فيه على الجدارن أو على رجله
وكانه يريد ان يوصل لي رساله لا افهمها
في الوقت الذي كان ينتظر ذهابه للمركز بفارغ الصبر وتصير مشكلة بالبيت لو فكرت بتغيبه
حتى انه باحدى المرات اتصل بي السائق وانا بالعمل يخبرني انه لن يتمكن من اخذ ابني لظروف طارئة
وطلبت من الشغالهة تركه نائماً ( كان ما زال بالدوام الجزئي )
وحين عدت من العمل كان قد استيقظ وكانه شعر بان الوقت فات فاخذ يصرخ ويطلب مني ان اخرج من البيت ويذهب وياخذ بيد الشغاله لتلبسه ثياب المركز
فهمت ماذا كان يقصد ابني من فعله فهو يبكي لانه يريد الذهاب للمركز ضل لاكثر من ساعة على هذا الحال يصارخ ويبكي ويصر على ان ابقى بعباءتي واخرج من البيت
المهم ..
أرسلت للمركز هل ابني يتضجر عندما تعلمونه فيؤكدون بأنه سعيد ويرسلون لي أحيانا ما قام بتنفيذه لديهم
أخذت أفكر ما السبب نفس ما كانت تعمله المعلمة اعمله أنا ...
أكيد أنّ المشكلة فيّ أنا وبطريقة تعليمي له ..
ثم تذكرت أن ابني الكبير الذي هو بالصف الثاني الابتدائي حين أكثر عليه بالدراسة يتضجر وانه يسعد بحصص الرياضة والرسم فما بال من هم يعانون من التوحد
وتذكرت أن ابني يأخذ بالمركز نص ساعة حصص بالكمبيوتر والرسم
فقلت لما لا افعل مثل المركز
وخرجت للمكتبة واشتريت الألوان المائية ذات الفرشة
وأحضرت منها كمية تحسباً للطواري
وفرش نائلون حتى يأخذ ابني راحته بالتلوين
وكنت اجهز مكان للتلوين أقول له تريد تلون فكان يسعد كثير حين يرى الألوان
لكن أعود وأقول له لن تلون حتى تعمل التدريب كذا
وهكذا جعلت الألوان التي يعشقها ابني معزز له للتعلم
ولم اكتفي بذلك بل كنت أطبع له صور أشياء أو حيوانات بالكمبيوتر واجعلها وسيلة للتعرف عليها ثم اطلب منها تلوينها بعد ذلك .
وهكذا أصبح ابني يسعد بالتعلم بالبيت وكنت اقضي أوقات كثيرة معه الون ونتعلم
كان ابني ما شاء الله يتجاوب معي في أحيان كثيرة لاسيما مع التكرار
لكن كانت تأتيه أوقات يصبح فيه صعب المزاج فلا نستطيع التعامل معه فقررت أن أتعلم أكثر عن هذا المرض الخفي
وجدت النت أمامي وأصبحت أتابع المواضيع والمنتديات المتعلقة بالتوحد
دخلت وبدأت ابحث عن التوحد أريد أن اعرف كل شي عنه
يقولون أفضل طريقة لهزم عدوك هو معرفته جيدا
أكثر المنتديات شدتني هو منتدى تحدي الإعاقة
هذا المنتدى يكفي انه يضم نخبة من الأطباء يمكن سؤالهم
بالإضافة حين رأيت أمهات مثلي يناضلنا لتعليم أبنائهن فخجلت من نفسي كثير
لاسيما أنّ منهن من قطعت شوط كبيراً وبذلت مجهود وصار لديها معرفة بأنواع العلاجات فبارك الله فيها من أم ..
أما أنا فلا اعلم شيئاً
فقررت عدم التأخير
قرأت أكثر عن الوسائل التي يتبعونها عرفت أنّ أكثرهم إن لم يكن كلهن قد عرضنا أبنائهن على أطباء واتبعن الحمية
ولان وضعي وسفر زوجي المستمر للعمل لم يجعل لي القدرة على السفر وعرضه على احد الأطباء فأجلت ذلك لعطلت الصيف
وقلت لما لا أبدا بإتباع الحمية ؟
ما دام لها تأثير كثير في تخفيف أعراض التوحد عن الطفل
لكن كانت قد واجهتني مشكلة...

قررت من ذلك الوقت أن أبدا بالحمية
لكن وجدت صعوبة من أول يوم
كل شي يعشقه ابني ممنوع
هو يحب الحليب والكورن
يحب الاندومي والمكرونة
طبعا ماكولات الحمية كانت معدومة لدينا لا بد أن اذهب لجدة أو الرياض واشتريها وهذا صعب طبعا
غير ذلك والاهم انه ليس هو الابن الوحيد بالبيت فصعب امنع عنه أكلات واسمح للأخير بتناولها
حاولت قدر الاستطاعة أن امنع الحليب عنه لكن ظل يصرخ ويرفض الأكل دونه
ولأنه نحيف خفت عليه أن يهلك فقررت قطع الحمية من أول يوم لي
اعلم أنكم تستغربون الآمر وتقولون لما لم تصرين ولكن لا ادري ضعفت وأشفقت على ابني
وربما لأني لم أتعلم جيدا هذا غير أن زوجي كان رافضا أن اتبع الحمية وامنع عن ابني أي طعام يحبه
لكن أحاول أن اجعل غذاءه طبيعي قدر الإمكان وان ابتعد عن المعلبات والمواد المحفوظة ليس له فقط بل لجميع العائلة هذا ما استطيع فعله حالياً ..
بالإضافة إلى أني قرأت بالمنتدى أن من يتبع الحمية ثم يتركها قد تنتكس حالته فخفت على ولدي كثير وهذا الكلام أكدته الأخصائية بالمركز وحذرتنا من إتباع أي حمية دون استشارة طبيب
لذا الغيت فكرة الحمية لأجل غير مسمى
كان المركز بين فترة وأخرى ينظم دورات لأمهات أطفال المركز ويحضر فيها أخصائيين من الرياض وجدة فكنت حريصة جدا على حضور أي دورة ادعى إليها أريد أن أزيد معرفتي بهذا المرض وكيفية التعامل معه
وأثناء الدورات التي كانت تقام غالبا بأيام الأربعاء والخميس يوم الإجازة الرسمية
كنت التقي بأمهات الأطفال والمعلمات بفترة الراحة نتشاور بأمور تخص أبنائنا وما يدور في الندوة
أحسست أني بدأت أتغير واعرف كثير كيف أتعامل مع ابني أسامة
رغم انه كان ما زال يعاني من سلوكيات لكن في أحيانا كثيرة أصبحت لدي قدرة على التعامل معه
اذكر مرة أني أخذته لمركز تسوق والعاب وأخذت الشغالة تلاعب ابني أسامة وكنت قد وصيتها بالاهتمام به جيدا
وجلست أنا وبناتي بقسم النساء نتحدث
حتى أذن المغرب وأغلقت الألعاب فجأة سمعت ابني يصارخ والشغالة تحمله بصعوبة حتى أحضرته لدي
تعرفون كيف يكون حال أبنائنا حين يبكون بالأماكن العامة
كنت بالسابق اخجل من هذا الموقف وأتهرب بسرعة من مواجهته خوفا من الإحراج
في ذلك الوقت بناتي كانوا منحرجين من أخوهم لدرجة أنهم فكروا بمغادرة المكان أما أنا فقد تغيرت فكرتي وسارعت إليه وكان يرمي نفسه في الأرض ويرفس بأرجله والنساء ينظرون إليه متعجبين
وسالت الشغالة ما به فقالت انه يرغب ببطاطس والمحلات مقفلة للصلاة
وقتها جلست على الأرض معه وحملته لحظني وجعلته ينظر إليه أخذت أقول له أسامة تبي بطاطس ؟؟
كررتها حتى تأكدت انه سمعها حين نظر إليّ
ثم تظاهرت أني اصرخ على الشغالة وأقول لها روحي هاتي له بطاطس وأشرت إليها بمغادرة المكان
ثم ضممته لي رغم انه كان يحاول أن يبعد عني لكن أخذت أقول له الآن احضر لك بطاطس
وجلست معه على الأرض فتره حتى سكت عن البكاء
والنساء تنظر لي لم يكن يهمني احد سوى ولدي ولم أفكر بالإحراج وأنا جالسة على الأرض
ثم حملته ووضعته على الطاولة وكان على الجدار رسومات لأسماك ملونة أخذت أقول له هذه سمكه ايش لونها ؟؟
وكان قد أتقن معرفة الألوان ويسعد بترديدها
كنت أريد أن اشغله عن الموضوع الأساسي حتى لا يعود للبكاء
وكان سعيدا بترديد الألوان ..
ثم بعد أن تأكدت من أنّ المحلات فتحت
قلت له أسامه تعال نشتري بطاطس وأخذته وجعلته يقول للبائع أبي بطاطس
فاخذ يقول ساسيس (( يقصد بطاطس )) رغم أنها لم تكن واضحة وتعب العامل في فهمه ولكن كنت سعيدة بأنه اخذ يردد ورائي الكلمة
كل هذه الأمور قد تكون رائعة والتغير الذي حصل مني قد تظنونه ممتازاً ..
لكن وقعت بخطاء فادح لم أفق منه إلا على كلمة ابني الكبير ذو الثماني اعوام وكانت مؤلمه جدا لي
لدرجة جعلتني ابكي منها ...
أتدرون ما السبب الذي جعله يقول ذلك
انه اناااااا
وتعلمون ماذا قال لي ؟؟؟؟
لقد قال لي ..................





غداً نكمل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 01-02-2011 الساعة 12:10 AM.
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس