[شذى الريحان]

الصداقة كلمة اشتقت من الصدق و لعل في هذا الاشتقاق أبلغ الدلالة عما تعنيه فالصداقة هي صدق مع النفس و صدق مع الآخرين و هي ارتباط لا ينبني على مصلحة ذاتية أنانية و لا على أهواء مزاجية و لا تتحدد بأوقات أو مراحل آنية فيها تذوب الأنا في الجماعة و تغيب المصلحة الذاتية تحت عباءة مصلحة الجماعة بدون محاباة يضيع الحق أو نفاق يملأ النفس غرورا ًأو تزييف بقلب الباطل حقا ً. فالصديق هو الذي يكون عونا ًعلى الخير مبعدا ًعن الشر يبين العيب دون إساءة
و يصارح دون أن يحرج و يدل على الصواب دون عجب و لا خيلاء فهو مرآة لصديقة يفرح لفرحة و يتألم لمكروه يلمّ به يشاركه همومه و يشاطره أحزانه يجد فيه متنفسا ًلما يعتلج في خاطره يبثّ له ما في نفسه فيخفف عنه أحمالا ًتثقله و يسمع منه ما يسري به همه يفرغ عنده ما أقلق خاطره و حيرّ باله و إذا احتاج كان عونه بعد الله في النائبات
و سلاحه الذي يُدافع به عن نفسه ما تغطى خلف أستار الزمان
ينصح بلا خبث و لا مكر أو لؤم


و رحم الله الشاعر الذي قال :~






[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www.zahran.org/vb/backgrounds/6.gif');border:6px inset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صديقي من يصدّ السوء عني
و يمسح هفوة تغشاه مني
و يحفظني إذا ما غبت عنه
و يخلص في الوداد وفي التمني
و إن جارت علي حروف دهر
تجده يكُفُّ كل الضرِّ عني[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]




. فكم من أناس كانوا ضحية أصدقاء سوء أوردوهم موارد الهلاك و الضياع
و كم هم الذين كانوا أخلص لأصدقائهم بعد توفيق الله عونا ً لهم