[شذى الريحان]

ابراهيم الفقي خسارة قومية * خليل قنديل



بعض الرجال العرب الذين يتسمون بمسحة من العبقرية والتفوق
حينما تسمع بخبر موتهم تصاب بغصّة، لا لشيء سوى أن الرجل وباختصار كان يُعلّم الناس

وببساطة متناهية كيف يصلون الى مرتبة التفوق المهني.

ومن هؤلاء العبقري في التنمية البشرية لا على مستوى العالم العربي
بل على مستوى العالم، الدكتور ابراهيم الفقي، الذي تحدى قدره المهني
في عواصم غربية وبدأ عمله في غسل الصحون، وحدث
ان خاطبه مدير الفندق الذي يعمل به بنوع من التعالي،
فاستيقظت في روحه همّة اسطورية
قائلاً:
«سيأتي اليوم الذي أحل فيه محلك»، وقد كان للفقي هذا المنصب
ليس في ادارة هذا الفندق بعينه بل في ادارة مجموعة فنادق.
وقد كان له أيضاً أن يحصل على شهادة دكتوراة في التنمية البشرية،
ويحصل على عدة جوائز دولية،
ويقدم نفسه كمحاضر في غير عاصمة عربية وعالمية
وهو يدل القطاع الشبابي تحديداً، على قواهم الروحية وهو يستنهضها
في سبيل حصولها على أصعب المهام الوظيفية عن طريق تنظيم الوقت المهدور،
والاقدام بهمة عالية على تحقيق الأهداف خطوة بعد خطوة.

والدكتور الذي اصيب بجلطة قلبية ذات مرة مع انه لا يدخن
ولا يشرب الخمر ولا يدخل التوتر والقلق الى روحه،
استطاع وبقوى روحية خاصة به أن ينجو من

جلطته ويعاود حياته المليئة بالطموحات التي لا تنتهي.

وبالرغم من وجوده المزمن في الغرب لم تستطع غوايات
المدينة الغربية أن تأخذه من تدينه وصلاته الفجرية التي كان يفتخر بها
في كل محاضرة معتبراً صلاة الفجر طاقة روحية تبعث على التفاؤل والاقبال على الحياة.

والدكتور الفقي الذي عاد ليعيش في مصر بعد تغرب طويل
فعل هذا لأن رجلا مغربياً قال له «ان شعبك المصري والعربي أحق بعلمك هذا» وهذا ما جعل الرجل يعود الى القاهرة.

لكن الفاجعة التي كانت بانتظاره يوم امس الأول حيث احترقت
شقته بتماس كهربائي، أدى هذا الاحتراق الى موته وموت شقيقته ومربية اطفاله».

والغريب ان الفقي وقبل ان يموت بساعات ترك وصية مدفوعة الثمن على
«تويتر» يقول فيها» ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من
طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك انك باستطاعتك أن تصبح واحداً منهم».
ابراهيم الفقي اجد لزاماً عليّ ان اقول لك: انك خسارة قومية بامتياز.