رد : سير شعراء المعلقات
::: معلقـــة عنتــرة بن شـــداد :::
[poem=font="Simplified Arabic,4,#993366,normal,normal" bkcolor="#FFFFFF" bkimage="images/toolbox/backgrounds/12.gif" border="inset,9,#990066" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مـنْ مُتَـرَدَّمِ=أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعـدَ تَوَهُّـمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَـواءِ تَكَلَّمِـي=وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْـتُ فيهـا نَاقَتـي وكَأنَّـهَـا=فَـدَنٌ لأَقْضـي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ
وتَحُـلُّ عَبلَـةُ بِالجَـوَاءِ وأَهْلُنَـا=بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَـلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِـنْ طَلَـلٍ تَقـادَمَ عَهْـدُهُ=أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعـدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَـتْ=عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَـةَ مَخْـرَمِ
عُلِّقْتُهَا عَرْضـاً وأقْتـلُ قَوْمَهَـا=زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيـسَ بِمَزْعَـمِ
ولقد نَزَلْتِ فَـلا تَظُنِّـي غَيْـرهُ=مِنّي بِمَنْزِلَـةِ المُحِـبِّ المُكْـرَمِ
كَيفَ المَزارُ وقـد تَربَّـع أَهْلُهَـا=بِعُنَيْزَتَـيْـنِ وأَهْلُـنَـا بِالغَيْـلَـمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِـراقَ فَإِنَّمَـا=زَمَّـت رِكَائِبُكُـمْ بِلَيْـلٍ مُظْـلِـمِ
مَا رَاعَنـي إلاَّ حَمولـةُ أَهْلِهَـا=وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِـمِ
فِيهَا اثْنَتـانِ وأَرْبعـونَ حَلُوبَـةً=سُوداً كَخافيةِ الغُـرَابِ الأَسْحَـمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُـروبٍ وَاضِـح=ٍعَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيـذُ المَطْـعَـمِ
وكَـأَنَّ فَـارَةَ تَاجِـرٍ بِقَسِيْـمَـةٍ=سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِـن الفَـمِ
أوْ روْضةً أُنُفـاً تَضَمَّـنَ نَبْتَهَـا=غَيْثٌ قليلُ الدَّمـنِ ليـسَ بِمَعْلَـمِ
جَادَتْ علَيـهِ كُـلُّ بِكـرٍ حُـرَّةٍ=فَتَرَكْـنَ كُـلَّ قَـرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحّـاً وتَسْكابـاً فَكُـلَّ عَشِـيَّـةٍ=يَجْرِي عَلَيها المَاءُ لَـم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيـسَ بِبَـارِحٍ=غَرِداً كَفِعْـل الشَّـاربِ المُتَرَنّـمِ
هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَـهُ بذِراعِـهِ=قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّـةٍ=وأَبِيتُ فَوْقَ سـرَاةِ أدْهَـمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى=نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيـلِ المَـحْـزِمِ
هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَـا شَدَنِـيَّـةَ=لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّـارَةٌ غِـبَّ السُّـرَى زَيَّافَـةٌ=تَطِسُ الإِكَامَ بِوَخـذِ خُـفٍّ مِيْثَـمِ
وكَأَنَّمَـا تَطِـسُ الإِكَـامَ عَشِيَّـةً=بِقَريبِ بَيـنَ المَنْسِمَيْـنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَـامِ كَمـا أَوَتْ=حِـزَقٌ يَمَانِيَّـةٌ لأَعْجَـمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِــهِ وكـأَنَّـهُ=حَرَجٌ على نَعْـشٍ لَهُـنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـة=ُكَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَـمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ=زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَـاضِ الدَّيْلَـمِ
وكَأَنَّما يَنْـأَى بِجانـبِ دَفَّهـا ال=وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ
هِرٍّ جَنيـبٍ كُلَّمـا عَطَفَـتْ لـهُ=غَضَبَ اتَّقاهَـا بِاليَدَيـنِ وَبِالفَـمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّمـا=بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّـمِ
وكَـأَنَّ رُبًّـا أَوْ كُحَيْـلاً مُقْعَـداً=حَشَّ الوَقُودُ بِـهِ جَوَانِـبَ قُمْقُـمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسـرَةٍ=زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُـكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِـي القِنـاعَ فإِنَّنِـي=طَبٌّ بِأَخـذِ الفَـارسِ المُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِي عَلَـيَّ بِمَـا عَلِمْـتِ فإِنَّنِـي=سَمْـحٌ مُخَالقَتـي إِذَا لـم أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فـإِنَّ ظُلْمِـي بَاسِـلٌ=مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعـمِ العَلْـقَـمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامـةِ بَعْدَمـا=رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشـوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجاجَـةٍ صَفْـراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ=قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمـالِ مُقَـدَّمِ
فـإِذَا شَرَبْـتُ فإِنَّنِـي مُسْتَهْلِـك=ٌمَالي وعِرْضي وافِـرٌ لَـم يُكلَـمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً=وكَما عَلمتِ شَمائِلـي وتَكَرُّمـي
وحَلِيـلِ غَانِيـةٍ تَرَكْـتُ مُجـدَّلاً=تَمكُو فَريصَتُـهُ كَشَـدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَتْ يَدايَ لـهُ بِعاجِـلِ طَعْنَـةٍ=ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَـوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنـةَ مالِـك=إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَـا لَـم تَعْلَمِـي
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ=نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَـلَّـمِ
طَـوْراً يُجَـرَّدُ للطَّعـانِ وتَـارَةً=يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ
يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَـةَ أنَّنِـي=أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ
ومُدَّجِـجٍ كَـرِهَ الكُمـاةُ نِزَالَـهُ=لامُمْعـنٍ هَرَبـاً ولا مُسْتَسْـلِـمِ
جَادَتْ لهُ كَفِّـي بِعاجِـلِ طَعْنـةٍ=بِمُثَقَّفٍ صَـدْقِ الكُعُـوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْـحِ الأَصَـمِّ ثِيابـهُ=ليسَ الكَريمُ على القَنـا بِمُحَـرَّمِ
فتَركْتُـهُ جَـزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ=يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانـهِ والمِعْصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْـتُ فُروجَهـا=بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَـتَـا=هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ
لمَّـا رَآنِـي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ=أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَـسُّـمِ
عَهدِي بِـهِ مَـدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا=خُضِبَ البَنَانُ ورَأُسُـهُ بِالعَظْلَـمِ
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَـوْتُـهُ=بِمُهَنَّدٍ صافِـي الحَديـدَةِ مِخْـذَمِ
بَطلٌ كـأَنَّ ثِيابَـهُ فـي سَرْجـةٍ=يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْـسَ بِتَـوْأَمِ
ياشَاةَ ما قَنَصٍ لِمَـنْ حَلَّـتْ لـهُ=حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَهـا لـم تَحْـرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي=فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِـيَ واعْلَمِـي
قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً=والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُـو مُرْتَمـي
وكأَنَّمَـا التَفَتَـتْ بِجِيـدِ جَدَايـةٍ=رَشَاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُـرٍ أَرْثَـمِ
نُبّئتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِـرِ نِعْمَتِـي=والكُفْـرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْـسِ المُنْعِـمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى=إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي=غَمَرَاتِها الأَبْطَـالُ غَيْـرَ تَغَمْغُـمِ
إِذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّـةَ لـم أَخِـمْ=عَنْها ولَكنِّـي تَضَايَـقَ مُقْدَمـي
لمَّا رَأيْتُ القَـوْمَ أقْبَـلَ جَمْعُهُـم=ْيَتَذَامَرُونَ كَـرَرْتُ غَيْـرَ مُذَمَّـمِ
يَدْعُونَ عَنْتَـرَ والرِّمـاحُ كأَنَّهـا=أشْطَانُ بِئْرٍ فـي لَبـانِ الأَدْهَـمِ
مازِلْتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْـرَةِ نَحْـرِهِ=ولِبانِـهِ حَتَّـى تَسَرْبَـلَ بِـالـدَّمِ
فَازْوَرَّ مِـنْ وَقْـعِ القَنـا بِلِبانِـهِ=وشَكَـا إِلَـىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى=وَلَكانَ لو عَلِـمْ الكَـلامَ مُكَلِّمِـي
ولقَدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا=قِيْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَـرَ أَقْـدِمِ
والخَيلُ تَقْتَحِمُ الخَبَـارَ عَوَابِسـاً=مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَـرَ شَيْظَـمِ
ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِـي=لُبِّـي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُـبْـرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُر=ْللحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولَـم أَشْتِمْهُمَـا=والنَّاذِرَيْنِ إِذْ لَـم أَلقَهُمَـا دَمِـي
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَـدْ تَرَكـتُ أَباهُمَـا=جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْـرٍ قَشْعَـمِ [/poem]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|