"محمد " .. أرجع خذ سيارتك ..!!
اليوم الاحد ...
اليوم ستكون عيادتي في مركز الاورام ...
هناك ... لا ارى سواهم ...
من مختلف الاعمار ...
ومختلف انواع السرطانات أعاذنا الله واياكم ...
عندما اعود من هذا المركز احس بأن الكل مصاب ... والكل يعاني من هذا المرض ...
مما ارى من مشاهد ...
تمزق القلوب وتكسر النفوس...
ويتقطع قلبي اكثر حينما أرى معظم المراجعين أطفالا دون العاشرة
تغيب طفولتهم في ألمهم ...
و تبقى براءتهم حائرة فيهم ...
ولكن
بابتسامة من أحدهم تنسى همك ... و تنسى تعب العمل الذي يكاد لا ينتهي
.
.
.
يدخل علي ...
محمد ...
ذو التسع سنوات ..
مقعد على الكرسي المتحرك ..
ليس شللاً ..
بل
من جلسات الكيماوي
التي انهكت قواه .... وأضعفت جسمه ...
كان كسيراً ... ضعيفاً ...
لا يستطيع الحركه ....
وبمساعدة والدته حاولت اسناده الى ان وصل الى الكرسي ....
لم اتمكن من عمل أي شئ ذلك اليوم ... فلم يحتمل فتح فمه ... او مجرد لمس أسنانه
فبالامس فقط ... أخذ جرعة الكيماوي...
فلا يستطيع التحمل...
كتبت لة موعدأ آخر للزيارة الاسبوع القادم ....
عند خروجة من العيادة ..
ناديت عليه ..
"محمد ... محمد ..
جاء دور الهديه .."
اقترب محمد .... ليحتار أياً من الهدايا تناسبة ...
وقع اختياره على السياره .... والجوال بنغمة ياطيبه ...
ثم احتار مجدداً أيهما سيختار...
أخيراً.... فضل الجوال ... على السياره ...
ثم ألتفت الي ...
"خلي السياره عندك ....
الاسبوع الجاي بأجي آخذها ..."
"طيب يا محمد...
وبآخذا أحطها على الرف هنا .... هذي لمحمد اذا جاء ... مافيه أحد يآخذها غيره..."
بأبتسامه جميلة ودعني..... على أمل ان نلتقي على موعدنا ....
اليوم الاحد ...
من الاسبوع التالي....
في عيادتي... أحضر الملفات ... ومواعيد المراجعين ...
الساعة ... 9 صباحاً ...
موعد محمد ..
ملف محمد ... عليه ورقه من قسم التنويم ...
..
أتصلت على القسم ...
الجناح B
ممكن لوسمحتم أكلم "محمد ... "... عنده موعد في قسم الاسنان .
يأتيني الجواب من الطرف الآخر مقطعاً ...
محمد ...
مو موجود !!
محمد
تـــ ـــ ــــ ـــوفــ ـــ ــــ ـــ ـــ ــي
من يومين
لم أكن في وعيي لحظة سماعي للخبر ...
لا ادري...
هل فقدت عقلي لثواني معدودة ...
ام انها أثر الصدمه ... بعدما تعتقد شيئاً لتفاجأ بعكسه تماما ...
سبحاااااااااااان الله .... الاسبوع اللي فات كان ... هنا ...
جلس على هذا الكرسي ...
ووعدته بعد ...
اعطيه هديته اذا سمع الكلام ...
سقط نظري على السياره الحمراء على الرف....
محمد
أرجع خذ سيارتك ....
وعدتك..
ما بتكون لأحد غيرك ...
أبــــد !!
.
.
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|