
28-12-2013, 09:05 PM
|
 |
قلم مميز
|
|
|
|
رثاء فقيد ( محمد بن سويلم الزهراني ) رحمه الله ..

رثاء فقيد / ( محمد بن سويلم الزهراني ) رحمه الله
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً )
هذه هي الحياة بالرغم مما نعيشهُ من أفراحِ ( واهمه ) وضحكات ( وقتيه ) إلا أنها سرعان ما تأتينا بلحظة تُنسنا كل معالم الجمال وتتمزق معها كل ملابس الفرح وتهب رياح الألم برحيل ( رجل ) .. ندرك معها بأن الحياة مُجرد رحلة قصيرة ودُنيا فانية لا بقاء إلا لرب البقاء ..
صرخة آلم ..
بعد أن أستنشقت ( جده ) أخر أنفاسه الطيبة وأحتضنت ( مكة ) جسدهُ الطاهر وتأبى الطائف إلا أن ترد الدين وتتكفل بواجب العزاء ..
في فجر يوم الثلاثاء 07/02/1435هـ صرخة تضجُ بالمكان وفاجعة تُبلل ثرى الأرض دموع مُحبين .. كيفُ لا .. ؟ والفقيدُ ( محمد )
لو أن دموع العين لا تتوقف برحيل ( فضيله ) لفاضت جِنان الأرض دموعاً برحيلك ( أبا حمود ) ..
ولو أن للساعة وقفة برحيل ( شيخ ) لتوقفت كل عقاربها برحيلك ( أبا حمود ) ..
ليس من السهل رثاء رجل بحجمك .. وليس بالسهل كف دمعِ سال من أجلك .. إلا أن القلب أجبر القلم على الكتابة بعد أن حبس كل دموع الحزن وكتم كل زفرات الألم وتبقى بالنفس ( غصّه ) تكتب برحيلك ( قصّه ) بطلها فقيد رحل للقاء ربه ..
( فقيدنا الغالي ) ..
لم نفقد جسد طاهره وروح نقية وحسب !! .. بل فقدنا .. مجد مكان .. وكرم مجلس .. وحكمة موقف .. وكتاب دِين ..
و ( شيخ ) ترجل عن لبس كُل ( البشوت ) المُظلله وأكتفى بلبس عمامة الوقار وثوب الطاعة ..
( فقيدنا الغالي ) ..
عندما يفتقدك أخ أو إبن أو قريب فأيضاً هناك مؤذن ينادي للصلاة أعتاد على ترديدك للأذان
وإمام ما إن يقف على محرابه إلا وأنت خلفه .. وجارُ مسجد يصافح خطواتك بعد كل صلاة ..
...
وكأني هنا أعود لحنين ذلك الصوت الذي كان ( يُنادي ) بصوت حيّ على ( الصلاة ) وأسمع صدى التكبير والتهليل بزاوية المنزل وصوت خطوات تقودك إلى لقاء ربك ..
رَحَلت ولم ترحل حنين ذكراك ..
رحلت ( جسداً ) وورثت لنا فضائل لم ولن ترحل بعدك وكيف ( يموت ) من شيّد لنا ( خمسة حصون )
فبالجود ( حمود ) وبالأصالة ( سعود ) وبالطيبة ( فيصل ) وبالعز ( عبدالله ) وبالعلم ( ناصر ) ..
( عمي الغالي الفقيد )
أدرك تماماً بأن صوتي وحرفي لن يصلك بقدر دُعائي لك في ظهر الغيب إلى أن للموقف ( كلمة ) وللألم ( حديث ) .
فحين أجد عجز عيوني عن حجب تلك الدموع المُتألمه أجد قلمي عاجز عن حبس زفراته على أوراق رحيلك ..
رحمك الله أبا حمود وأسكنك الفردوس الأعلى ..
رثاء فقيد ..
بقلم / عبدالله بن صالح العدواني ,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|