رد : (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ... )
إن الله هو الذي يوصي , وهو الذي يفرض , وهو الذي يقسم الميراث بين الناس - كما أنه هو الذي يوصي ويفرض في كل شيء , وكما أنه هو الذي يقسم الأرزاق جملة - ومن عند الله ترد التنظيمات والشرائع والقوانين , وعن الله يتلقى الناس في أخص شؤون حياتهم - وهو توزيع أموالهم وتركاتهم بين ذريتهم وأولادهم - وهذا هو الدين . فليس هناك دين للناس إذا لم يتلقوا في شؤون حياتهم كلها من الله وحده ; وليس هناك إسلام , إذا هم تلقوا في أي أمر من هذه الأمور - جل أو حقر - من مصدر آخر . إنما يكون الشرك أو الكفر , وتكون الجاهلية التي جاء الإسلام ليقتلع جذورها من حياة الناس .
وإن ما يوصي به الله , ويفرضه , ويحكم به في حياة الناس - ومنه ما يتعلق بأخص شؤونهم , وهو قسمة أموالهم وتركاتهم بين ذريتهم وأولادهم - لهو أبر بالناس وأنفع لهم , مما يقسمونه هم لأنفسهم , ويختارونه لذرياتهم . . فليس للناس أن يقولوا:إنما نختار لأنفسنا . وإنما نحن أعرف بمصالحنا . . فهذا - فوق أنه باطل - هو في الوقت ذاته توقح , وتبجح , وتعالم على الله , وادعاء لا يزعمه إلا متوقح جهول !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|