عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-03-2009, 09:58 PM
الراسية الراسية غير متواجد حالياً
 






الراسية is on a distinguished road
افتراضي والدي والشعرات البيض..

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لفت نظري ذلك البياض الذي كسا رأس والدي الغالي .. وتذكرت أنه وقبل زمن أهداني قصيدة للشاعر الدكتور : غازي القصيبي والتي أتت بنفس السياق وبذات الهدف فهي أيضاً تتحدث عن الشعر الأبيض عندما يبدأ بغزو الرأس ..وليس بعيداً عن القصيدة توصلت لسمات هذه المرحلة ومايميزها عن غيرها ..وتأثيرها
على نفس صاحبها حيث يبدأ في محاسبة النفس وتجريدها من أغلب نزواتها
وتخطي تلك الحرية إلى القيود من الطهر والعفاف والوثب السريع إلى كل ما يقرب إلى الله
عز وجل وفي القصيدة الرآئعة تنحني يارا ( إبنة القصيبي ) على الشعرات البيض في رأس والدها والتي تنتزعها الواحدة تلو الأخرى وفي حماس البنت المقربة إلى أبيها والتي عادة ماتكون من أشد
المعارضين لذلك البياض في الشعر والتجاعيد التي تلون الخمسين فما فوق لأن الفتاة أحرص
من غيرها على الإبقاء على أبيها أطول مدة ( والأعمار بيد الله ) طبعاً ولكن هي طبيعة كل
من تتمتع بالدنو من قلب الأب وتنهل من حنانه حتى ولو كانت قد تخطت سن الدلال ..فالبنت
تبقى الأكثر أثرة عند والدها ويبقى حب الأب يطغى على كل ألوان وأشكال المحبة في فؤادها
وقصيدة يارا تجسد ذلك المعنى بحذافيره..ومرت بذهني تلك السنة الأخيرة من دراستي الجامعية والتي
كنت أحظى بأساتذة ومحاضرين تعدوا الخمسين بقليل ..ومازلنا نحتفظ لهم بقدر كبير من الإحترام نظيرإحتواءهم
لنا وحرصهم على إسدآء النصائح مغلفة ومؤطرة
بأسلوب قريب ومحبب للنفس وبرفق الوالدين على صغارهم ..لا تعنيف ولا قسوة .. وبذات السنة من خلال منهجنا تعرضنا لقصيدة جمعت أجمل مافي هذا السن وخصته بخصال فيها من الوصف أجمله ..وهي ما أحببت أن تشاركوني روعة مضمونها وهي ذات
طابع حواري بين صديقين حميمين أحدهما يثرب الآخر على تعلقه بمحبوبته التي مضى على
فراقهما مايربو على الثلاثين عاماً و كمحاولة لثني العاشق عن النحيب المستمر عليها وفي إستنكار يسأل
صديقه في نبرة حادة : أمازلت متعلقاً بإمرأةٍ فارقتها منذ ثلاثة عقود؟؟ هل تتوقع أنها مازالت تلك
الشابة الجميلةاليافعة ؟؟ لابد أنها أصبحت في الخمسين وقد زال جمالها وتجعدت ملامحها وصبغ الشيب شعرها
هي بالتأكيد لم تعد كالسابق..ضحك العاشق ساخراً من حدود تفكير الصديق الوفي وقال بنبرة
حزن ألفت صوته مذ فارق محبوبته : أو تظنك تواسيني بوصفك اإياها على هذا النحو ؟؟صحيح أنها أكبر سناً ولكن البياض
لم يكسو شعرها فحسب بل إن روحها الآن أكثر بياضاً لأنها تخلصت من نزق المراهقة وهفوات
الشباب وتهوره و هي أطهر الآن وأبعد ماتكون عن العشوائية ..عاقلة نقية ..متزنة محافظة ..
هي الآن ياصديقي أجمل وأشد جاذبية ..لاتكلف نفسك حتى عنآء المواساة فما تزيدني إلا ألماً وأنت تمعن في إشعال فتيل الوله والشوق
عندي أسكت أرجوك..قصيدة لشاعر إنجليزي في القرن الثامن عشر وهو قرن الإزدهار الثقافي في إنجلترا وقصآئده يغلب عليها الجمال في التعبير والمعاني ولكن ألفاظة كانت معقدة ..لم تعد تُستخدم في اللغة الإنجليزية اليوم ..القصيدة أجمل وأروع وأكثر قرباً للنفس عندما تُقرأ ..وأكثر متعة ..
هذه هي نظرتي الخاصة للشيب وكيف يزيد الشخص جمالاً ويرفع من قدره وجاذبيته .ومن يحاول أن يهز هذه المعاني
السامية بالسواد أو غيره فسيحرم نفسه سحر هذه الفترة وسيسجن شخصيته ويمنعها من التبلور والنضج ..
تحيتي لكل من وصل سن الجمال الأكمل والأشد رونقاً ..وللشعرات البيض التي ظهرت على إستحياء وتناثرت هنا
وهناك في نسق خالقٍ عظيم ...دمـــــــــــــــــــــــ سالمين ــــــــــــــــــــتم [/align]
رد مع اقتباس