[فيصل ال ابراهيم]

[align=center]** يبدو أنه مكتوب على جماهير النصر العاشقة لفريقها حد الإدمان أن تعيش القهر أصنافاً وألواناً، إذ لم يكن قدرها أن يودع فريقها الموسم خالي الوفاض، بل زاد على ذلك بأن تكون كتابة السطر الأخير في المأساة النصراوية على يد الهلال وبالحبر الأزرق.
خسائر النصر للبطولات ليست حدثا جللا، واجتراره للانتكاسة تلو الأخرى لا يحرك ساكنا، ولو كان الأمر عكس ذلك لما بقيت الحال على ما هي عليه، ففي كل بطولة لا يجد أنصار النادي من يخرج ليعترف لهم بأنه يتحمل مسؤولية كل تلك الإخفاقات، ولذلك ظلت العملية على الدوام تقيد ضد مجهول.
وهاهو النصر يودع الموسم خالي الوفاض، بعد أن خاض خمس بطولات سقط فيها جميعا، ورغم ذلك لم يسمع النصراويون أن أحداً حاسب أحداً، فلا إدارة النادي حاسبت الجهاز الإداري، ولا هيئة أعضاء الشرف حاسبت الإدارة، وكأن الجميع في هذا النادي فوق المحاسبة، وحتى حينما أعلن مدير الفريق طلال الرشيد استقالته في أعقاب الخسارة من أبها في آخر مباريات الدوري تجاوباً مع حالة الغليان الجماهيرية، سرعان ما تراجع عن قراره، وكأن ثمة من ذكره بأن في هذا النادي لا أحد يحاسب أحداً!.
ولأن هذا هو الواقع في البيت النصراوي فلم نسمع من أي كان من من يقفون على هرم المسؤولية فيه أنه قد خرج ليعلن بجرأة ومسؤولية أمام جماهير النادي التي ذاقت الأمرين عن تحمله المباشر أو حتى غير المباشر سوء الأوضاع في الفريق، بل على العكس من كل ذلك تماما فملا نلاحظه من المعنيين بأمر النصر هو محاولات واضحة للهروب وليته للخلف بل هو هروب للأمام، حيث أن هناك تحركات لتثبيت المتسببين في تردي أحوال النصر هذا الموسم بطريقة أو بأخرى، فكل ما هنالك هو مجرد تغيير في المسميات الإدارية مع بقاء الشخوص أنفسهم في لعبة هي أشبة بلعبة الكراسي الموسيقية، والأعظم من ذلك ما يحدث في الطرف الآخر بخروج بعض ممن يسعون لاستثمار الحالة النصراوية الراهنة لتقديم أنفسهم بصورة المنقذ رغم أنهم شركاء في الواقع النصراوي المزري إن لم يكن في هذا الموسم ففي مواسم مضت.
حقيقة أيها النصراويون، لا أجد نفسي متفائلاً بواقع نصركم، ولا بمستقبله، بل أكاد اجزم بأن ناديكم سيظل على واقعه الراهن يجتر الإخفاق تلو الإخفاق ما لم تتغير السياسة التي يدار بها، وأنا أشك في ذلك؛ لكنني إن كنت أعول على أحد في تغيير الحالة لهذا الواقع ، فإنما أعول على جماهير النادي التي قالت كلمتها بقوة بعد الخسارة من أبها، وزادت عليها بمقاطعة المدرجات، ولذلك فقد بات واجباً عليها ان تتحمل مسؤوليتها بشكل أكبر، وذلك بأن تقوم بعملية المحاسبة، بل واختيار من يدير النادي، ولن يكون ذلك ما لم تتغير ثقافة تشجيع النادي، من مجرد الردح في المدرجات إلى المشاركة في صنع القرارات أو على الأقل التأثير فيها، ولست مبالغاً إن قلت ان جماهير النصر هي أكثر من يستطيع تمثيل هذا الدور إن هي أرادت ذلك، فهل تفعل؟!

محمد الشيخ ( نقلا عن صحيفة الرياض )[/align]