[تركي الحريري]

** دعونا نرى ماذا لدينا في بلادنا من هذه اللعبة التي تسمى بكرة القدم ؟

لدينا الكثير !!

فلدينا ملاعب كثيرة - لنغض الطرف عن كون أكثرها غير مهيء - و لدينا لاعبون كثر و لدينا جماهير عاشقة ...

لكننا نفتقد أمرين مهمين !

الأول : العقلية الحديثة لصناعة كرة القدم

الثاني : الدعم المالي الكبير لصناعة كرة القدم


** أيها السادة ! كرة القدم كفن و احتراف تحتاج إلى عقليات متفتحة جدا و تؤمن بالعمل المنظم البعيد عن المزاجية !!

صدقوني أن العوامل النفسية التي يتذرع بها لاعبو منتخبنا عندما ( يشحذون ) الجمهور للحضور ليست ذات آثار خرافية حتى نطالب و نهتم بها ليل نهار !!

العامل النفسي مهم لكن الأهم منه هو العقل الذي يمتلكه جميع من ينفذ كرة القدم لدينا من الأجهزة الإدارية و الفنية و اللاعبين و المسؤولين


** دعونا نضرب القليل من الأمثلة و سأبدأ بسؤال بسيط و لنجعل عليه جائزة ضخمة على حساب المشرفين و هي عبارة عن خمسين نقطة تميز لا تطيرون من الفرحة ... مجرد مزحة مع أن السؤال غاية في الصعوبة .

السؤال هو : منذ تأسيس الاتحاد السعودي , كم هو عدد المدربين الذين مروا على منتخبنا الوطني ؟؟

لتقريب الإجابة دعوني أطرح السؤال بشكل آخر مبسط :

- كم المدربين الذين لم يمروا على تدريب منتخبنا الوطني على الكرة الأرضية ...؟


** دعوني أتحدث قليلا عن المنتخب الألماني ...
لقد مرت علي معلومة ذات يوم تقول إن معدل عدد مدربي ألمانيا هو مدرب لكل عشر سنوات

حاولت قبل طرح الموضوع التأكد من هذه المعلومة , لكن تغلب على ظني خصوصا قبل رحيل فولر

و بمناسبة الحديث عن فولر إليكم هذا الرابط لخبر ( قديم ) عنه يخص منتخبنا الوطني :

http://www.aawsat.com/details.asp?se...8&issueno=8454

و بعد الرجوع لهذا الخبر عرفت كيف استطاع المنتخب الألماني أن يلتهمنا كقطعة بسكويت في 2002 !!!


** أعزائي , مع الأسف الشديد أننا نسير سيرة معوجة في كرة القدم

فلا نحن محترفون في عقلياتنا و تفكيرنا الرياضي , و لا نحن هواة نأخذ الأمور بيسر و سهولة و بساطة و الي يصير يصير !!!

** ليست القضية أن نأتي بأي مدرب و نسلمه تدريب المنتخب لعشر سنوات و نحقق الانجازات !!!

بل القضية أن تكون لنا سياسة واضحة و صحيحة لصناعة كرة القدم في بلادنا ثم نحضر المدرب المناسب لهذه السياسة

و نوفر له الجو المناسب للنجاح و إن اقتضى هذا الأمر أن نقصي عن مجال الإعلام محللي الغفلة و من لفظتهم الملاعب من السنين الخوالي