أخي الحبيب ( أبا فيصل ) طبت أخي وطابت أوقاتك بكل سرور ...
قرأت القصة ويشهد الله أنني لم أتمالك نفسي
فأجهشت بالبكاء ليس لإني لم أقم ببر والدي !!
ولكن لفقدهما ولعدم مقدرتي تقديم مايجول في نفسي لهما
... إلا الدعاء ...
قال الله تعالى :
(( واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاه واتوا الزكاه ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون )) البقرة (آية:83)
وقال تعالى :
(( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا ))
النساء (آية:36)
وقال تعالى :
(( يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلووا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا ))
النساء (آية:135)
وقال تعالى :
(( قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون )) الانعام (آية:151)
نلاحظ أن الله تعالى قرن حق الوالدين في كثير من الآيات بحقه سبحانه وما ذلك إلا لعظمة هذا البر وهذا العمل الجليل الذي أمرنا به عز وجل ...
وهنا ياأخوتي يامن لايزال ينعم ويتشرف بصحبة والديه أحدهما أو كلاهما ...
أقول هنيئاً لك بهذه الفرصة العظيمه التي والله إن أحسنت إستغلالها لتنال من الله خيراً كثيرا ....
فكن لهما خادماً مطيعاً باراً فوالله إن الحياة أخذ وعطاء وسابق ومسبوق وكما تدين تدان ...
[glint]وأصرخ قائلاً إلزم قدميهما فإن الجنة هناك .[/glint]
كانت والدتي ( رحمها الله ) تعيش معي في سنواتها الأخيره وكنت قبل ذهابي للعمل أمر على غرفتها فأقبل قدميها فتشعر بذلك وتقوم بالدعاء لي وكان أكثر ماسمعت منها ( رح ياولدي الله يجعل لك في كل خطوه سلامه ويرزقك في الدنيا وألآخره ويرزقك ذريه صالحه تبرك كما تبر بوالديك ) فكنت أخرج مستبشراً فرحاً ووالله ودون مبالغه أنه كان لايقف في وجهي أي أمر ذلك اليوم كله حتى إشارات المرور وكأني في موكب ...
فالله الله في بر الوالدين ...
إن كانا أحياء فوالله لن تعرف قيمة وجودهما إلا بعد أن تفقدهما أو أحدهما ...
وإن كانا من الأموات ( غفر الله لهما ) فأدع لهما وأجتهد ...
وتصدق لهما .. وصل رحمهما وأصدقائهما ...
وثق ياأخي أن ماتقدمه اليوم ستجده غداً في الدنيا مع أبنائك ...
وفي الآخرة عند خالقك ...
إن خيراً فلك ... وإن غير ذلك فلك ماقدمت ...
(( عن أبي عمرو الشيباني أن رجلا قال لابن مسعود أي العمل أفضل قال سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الصلاة على مواقيتها قلت وماذا يا رسول الله قال وبر الوالدين قلت وماذا يا رسول الله قال والجهاد في سبيل الله )) . أخرجه البخاري ومسلم .
(( جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن صحابتي قال : أمك قال : ثم من قال : أمك قال : ثم من قال : أمك قال : ثم من قال : أبوك ))
متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجة وأحمد
والأحايث التي تدل على فضل بر الوالدين كثيره ...
وكرر رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام حق الأم ثلاثاً لكونها ضعيفة وتحتاج العطف والرعاية أكثر
وهنا بعض الأمور التي أرغب لفت أنظاركم اليها :
أولاً : أشعر أمك بأنها لاتزال لها قيمتها ووزنها وأنها الآمرة الناهية في البيت وأنك لاتزال بحاجة لها ولخبرتها ولحنانها وغيرذلك مما يشعرها بالسعادة والفرح لاكما يفعل الكثير من الأبناء كقوله
( كان على أيامكم أما الآن فلا يصلح هذا )
مما يسبب لها الإحباط والإحساس بالكبر وعدم أهميتها وبالتالي تتكالب عليها الأمراض والهموم .
ثانياً : خذ رأيها في كل الأمور حتى في عملك ( أعلم وأأكد أنها لاتعلم شيئاً من ذلك )
ولكن لمجرد تحسيسها بقيمتها وأنهالازالت لها صولات وجولات .
جعلنا الله من البارين بوالدينا أحياءً وأمواتا ...
ورزقنا بر أبنائنا ... آمين يارب .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد .