سلام عليكم من المنان ورحمتة وبركاتة..
بالامس كان لي موقف عظيم لن يتكرر الا بعد عشرين عاما ان ابقاني الله على قيد الحياة
بالامس فقط استنفذت مخزون الدموع الاحتياطية جميعها..
اليكم ماحدث..
ذهبت وليتني لم اذهب فقد تقلبت المواجع ..
ذهبنا الى الديرة لغرض لزوجي هناك..
ومرينا بأطلال قريتنا القديمة..
في احضان تلك القرية ترعرعت غربة وعلى تلك الشجرة نصبت مرجيحتها من حبال الليف وعلى ذلك الجبل ياما تدحرجت وخلف تلك الهضبة ياما لعبنا ولهينا..
وعلى تلك السفوح رعينا الشويهات وفي تلك المزارع رأيت ابي رحمة الله يمسح عرق جبينة وهو يصرم الزرع..
وفي تلك الدور المتقاربة المبنية من الحجارة كانت تعم الحياة الهانئة والذافئة ويلفها جديل الليل المضلم..
مرت من امامي صور وشريط ذكريات طويل..
وارسلت عيوني الدمع مرارا وتكرارا وتمثلت بقول الشاعر :
البارحه ربي كتب لي ومريت ....دربٍ عليه بروق الأحباب لاحت
جيت المكان اللي جمعنا وخفيت .... وقامت جروحي للجوارح وصاحت
حارت دموعي في عيوني وصديت .... وأرمشت مابيها تبين .. وطاحت
عرفت كيف الحي يفرق عن الميت .... وعرفت قيمة نعمتي يوم راحت
نعم في قريتي الجميلة التي فارقتها منذ عقدين من الزمان اصبحت مثل الريشه تلعب بها الرياح خفقانا..
تسائلت ......
هل سيأتي يوم وتعود قريتي الى ماكانت علية ؟؟
ام ان عصرها وعمرها قد ذهب بلا عودة؟؟
تسائلت ...
اين صويحباتي واين بنات قريتي؟؟
من ياترى اليوم تتذكر تلك الايام الجميلة؟؟
اين اولئك الرجال الاقوياء ؟؟
هل ياترى اليوم يحنون الى تلك المزارع والماشية؟؟
اسئلة كثيرة مرت على بالي وفي مخيلتي ولكنها تركت جرحا غائرا لن يندمل...
فما اقسى الفراق وما اقساك ايتها الحياة
بقلمي /غربة مشاعر