الشيخ عبدالرحمن السديس ....... فتوى البراك والضربة القاضية
فتوى البراك والضربة القاضية
الشيخ عبدالرحمن السديس
الحمد لله على نعمه وإحسانه، والصلاة والسلام على محمد وآله أما بعد:
ففتيا الشيخ العلامة البراك في شأن الاختلاط، والتي كان فيها تلك الفقرة فيمن استحل الاختلاط، وهي:
***************
فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود
للعصرانيين ـ حرامٌ؛ لأنه يتضمن:
1- النظر الحرام.
2- والتبرج الحرام.
3- والسفور الحرام.
4- والخلوة الحرام.
5- والكلام الحرام [قيده بالحرام] بين الرجال والنساء.
= وكل ذلك طريق إلى ما بعده. " يعيني: الزنا ومقدماته.
ثم يقول الشيخ البراك:
"ومن استحل هذا الاختلاط[أي المذكور]ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ
= فهو مستحل لهذه المحرمات،
= ومن استحلها = فهو كافر،
ومعنى ذلك: أنه يصير مرتدا،
فيُعرَّف، وتقام الحجة عليه؛ فإن رجع
وإلا وجب قتله".
**********
هذه الفقرة من الفتيا هي سبب انتشارها وإلا فلو لم تكن فيها هذه الفقرة لمرت بدون أن يقراها كثير من الناس.
ما الذي حدث:
كثير ممن تغيظهم جهود العلماء والناصحين في كبح جماح التسارع الذي يريده المستغربون لهذا البلد الطيب:
سارعوا للتشنيع على هذه الفتيا، والتحريض على قائلها، وتحميلها ما لا تحتمل، واشتغلت المعرفات النائمة والتي جلعت عدة لهذه الحادثة وأمثالها، لتمرير أفكارهم والضحك على من لا يدقق ويتأمل، ويتأكد من الكلام بنفسه.
واشتغل معهم أيضا الحاقدون على أهل السنة من الفرق الضالة والذي يقتنصون أي فرصة للحديث عن علمائنا والنيل منهم بغير حق.
هذه الفتيا أراد الله لها الانتشار فكان من قضائه تعالى وقدره، أن صاحبها هذا الكم الهائل من البغي والتحريف، والتقويل للشيخ مالم يقل، وتنزيل كلامه في غير موضعه، ولله في أفعاله وأقدره حكما كثيرة، تقصر عنها عقول العباد.
فكان من نعمه الله في هذه الحادثة:
أن قرأ هذه الفتيا أمم من الناس ما كان لهم أن يعرفوا عنها شيئا .
وكان من نعم أن بينت طريقة هؤلاء في الخلاف، وكيف يدلسون ويحرفون ويحرضون ويسخرون من المخالف... وذهبت معها كل الشعارات الزائفة التي رددت في احترام الخلاف، والحوار .. ونحوها.
وأظهرت أن أولئك يلبسون مسوح الظن على قلوب الذئاب.
وكان من نعمه أن أظهرت مدى استهتار هؤلاء القوم بعقول القراء وبينت مكانة الناس عندهم، فهم يتعاملون مع القراء وكأنهم صبيان أو حمقى لا يفقهون، ولا غرابة فهذه طريقة كتاب الصحف من عشرات السنين، لكن لا مكان لها اليوم في عالم الشبكة التي يكتب فيها من يحترم نفسه وعقله وعقول القراء.
وكان من نعم الله أن تكون هذه الفتيا رفعة لدرجة الشيخ وتكفيرا لسيئاته، بما يحمله هؤلاء المفترون عليه من آثم.
|