رد: معاناة مواطن فقير ..
بعد ان تم طردي من تلك الشركة فكرت ان ابحث عن عملٍ اخر ,وفي اقرب وقت ممكن.
وبعد البحث المضني ,وبعد( الدوران واللفلفه بالشوارع ) سقطت على رأسي فكرة رائعة,
كتلك التفاحة اللتي سقطت على رأس اسحاق نيوتن , فرحت اجري واصرخ وجدتها وجدتها ,
نعم لقد وجدتها, فسوف اصبح بائعا متجولا في الشوارع وعلى الارصفة ,ولكن ماهي بضاعتي ,
ومالذي سأتجول به وابيعه للناس .
فكرت بعمق كبير ومحصت وتفحصت الامور وقلبت كل افكاري كما يقلب الدجاج
في اسياخ الشواء ,فيكون قد نضج بعد التقليب المستمر ,هكذا فعلت بافكاري قلبتها كثيرا
حتى كادت ادخنة الشواء ان تخرج من اذني .
ولمعت في راسي الفكرة اللتي ستجعلني من تجار الارصفة واصحاب الاحلام اللتي لن تتحقق ,
لقد استقريت على ان ابيع الخضار والفواكة ,واللتي ساجلبها يوميا بسيارتي المتهالكة
من سوق الخضار .
في اليوم التالي خرجت من منزلي بعد ان انهكني السهر واتعبتني صعوبة النوم في حرارة
غرفتي اللاهبه ,ركبت سيارتي ذاهبا الى سوق الخضار ,وحين وصلت الى هناك انطلقت
اسابق المتسابقين للحصول على افضل الخضار .
اشتريت ماقدر لي ان اشتريه ,ووضعت بضاعتي بداخل سيارتي ,وكم كنت فرحا بهذه البضاعه,
واللتي ربما ستجعنلي استطيع ان اشتري جهاز التكييف لغرفتي او الثلاجة لمطبخي او على الاقل تكون عونا
لي على قضاء حوائجي المتواضعه .
اخترت الرصيف وأوقفت سيارتي بجانبه, وبدأت اصرخ كالمجانين خضاااار خضاااار خضااااار فوااااكه فواااااكه .
كان الناس ينظرون الي ويتعجبون لأمري,شعرت ان هناك شي ما يحصل .
وبعد التفكير والنظر هنا وهناك ,اكتشفت ان لااحد يصرخ ليجلب الناس الى بضاعته , وان هذا الامر خاص بسوق الخضار فقط
( يافضيحتك يبتاع الخضره ) .
بعد ان بدأ المشترون يقلبون بضاعتي ويتفحصونها حدث مالم يكن بالحسباان فقد تعالت اصوات الباعة من حولي ,
( انحاشوا البلدية البلدية ) .
هرب الجميع وكانوا يركضون كقطيع من الاغنام يلاحقها ذئب جائع ,او كمجموعة من المتسابقين في ماراثون رياضي ,
بل ان تلك الحماسة في الهروب قطعا ستجعلم من الاوائل لو شاركوا بمسابقة دولية للجري.
اما انا فلا حول لي ولا قوة, فقد كنت منهكا لا اقوى على الفرار كجرذان غرفتي حين تراني, بقيت متصلبا اراقب الوضع المرعب,
كما انني لا املك الخبرة الكافية للهروب بأحلامي من موظفي الدولة .
وبعد لحظات ,وحين زالت الاتربة اللتي خلفها الهاربون, ظهر شبح البلدية ينظر اللي
متبسما فقد كنت انا الوحيد الذي ظفروا به هذا اليوم ,وانا الوحيد الذي ستقتص العدالة مني .
وصل الي وأمسكني بقوة وقال هيا معي فعليك دفع الغرامة !!
فقلت اي غرامة؟؟ قال غرامة مخالفة القوانين والبيع على الارصفة وفي الطرقات!! اقتادني كمن يقتاد بهيمة, ؟!!.
القوا ببضاعتي على الرصيف ورميت معها كل احلامي البسيطه ,اللتي وكما قلت لن تتحقق,
حتى وان كانت مجرد اشياء تافهه .
اولئك الاوغاد يعيش بدون اقامات, ويفعلون كل شي مخالف للانظمة والقوانين لايقبض عليهم!!
وانا المسكين الذي قبض علي من اول مخالفة قمت بها في حياتي ...واللتي لولا حاجتي مافعلتها ....
|